إن حكومة إسرائيل حددت إمارة دبي كمركز استراتيجي للتوسع الاقتصادي، حيث أقامت أكثر من 600 شركة إسرائيلية فروعها هناك منذ اتفاقيات التطبيع في عام 2020. يعكس هذا التحرك نمواً تجارياً سريعاً، حيث حققت هذه الشركات نجاحات بارزة في بيع السلع والخدمات الإسرائيلية ليس فقط في الإمارات، بل أيضاً في أسواق مجاورة مثل السعودية، رغم غياب علاقات رسمية معلنة. يركز هذا التوسع على استغلال الفرص في قطاعات متنوعة مثل التكنولوجيا، الصحة، والأمن، مع هدف رفع الصادرات الإسرائيلية من 150 مليار دولار إلى تريليون دولار خلال السنوات الـ15 المقبلة.
التوسع الإسرائيلي في الإمارات
تواصل الشركات الإسرائيلية بناء حضورها القوي في الإمارات، مستفيدة من اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تم تنفيذها في عام 2023. هذه الاتفاقية تفتح أبواباً واسعة للتجارة غير التمييزية، حيث تغطي أكثر من 96% من خطوط التعريفة الجمركية و99% من قيمة التجارة بين البلدين. تشمل الفرص المتاحة الوصول إلى سوق الخدمات الإسرائيلية في مجالات مثل خدمات الأعمال، الاتصالات، والسياحة، مما يدعم نمو الشركات الإسرائيلية الناشئة والكبرى على حد سواء. على سبيل المثال، شركات مثل “ألبيت” في صناعات الأمن، و”شتراوس” في الأغذية، و”أور كراود” في الاستثمار، قد أنشأت فروعاً ناجحة تجني فوائد من هذا التعاون.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تعيين مديري مجموعات متخصصين في قطاعات مثل المناخ، الدفاع، والتكنولوجيا الفائقة لتوجيه الشركات الإسرائيلية نحو فرص أرضية في دبي. يضم القطاع التكنولوجي الإسرائيلي حوالي 10,000 شركة ناشئة، مما يجعل من الإمارات نقطة انطلاق مثالية للوصول إلى أسواق الجزيرة العربية والهند. هذا النهج يعزز من الاستثمارات المشتركة، كما في حالة شركة “ثيرد آي سيستمز” التي حصلت على استثمار بقيمة 10 ملايين دولار من شركة إماراتية.
الانتشار التجاري نحو الخليج
يشير التعاون التجاري مع الإمارات إلى اتجاه أوسع نحو الانتشار في دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك السعودية. رغم عدم وجود علاقات رسمية، فإن الشركات الإسرائيلية تستخدم الإمارات كجسر لدخول أسواق السعودية، حيث يتم التبشير بفرص استثمارية هائلة من خلال رواد أعمال مثل إسحاق أبلباوم، الذي أسس مكاتب استثمار في الرياض. هذا التقدم التدريجي يظهر في مشاريع مثل شركة “فلو”، التي أطلقت مجمعاً سكنياً في الرياض، مما يعكس الرغبة في دمج القطاعات الاقتصادية بين الجانبين. يمكن للسعودية الاستفادة من الابتكار الإسرائيلي في التكنولوجيا والصحة، بينما تقدم الفرص الاستثمارية الهائلة في الخليج.
مع ذلك، يتجاوز هذا التوسع مجرد التجارة؛ إنه جزء من استراتيجية أشملة لتعزيز الروابط الاقتصادية في المنطقة. شركات مثل “رابد” في مجال المدفوعات و”لكويديتي” في الابتكار قد حصلت على دعم من برامج إماراتية، مما يؤكد على الشراكات الناشئة. في السنوات القادمة، من المتوقع أن يؤدي هذا الاندماج إلى زيادة التبادل التجاري، حيث تهدف إسرائيل إلى تعزيز وجودها في قلب الاقتصاد الخليجي، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الإقليمي في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.