تصاعد التوتر بين باكستان والهند في الآونة الأخيرة، مع تحذيرات رسمية من جانب إسلام آباد حول إمكانية شن هجوم عسكري من نيودلهي. في ظل هذه التطورات، أكد مسؤولون باكستانيون أن لديهم معلومات استخباراتية تشير إلى أن الهند قد تخطط لعمل عسكري في غضون 24 إلى 36 ساعة. هذا التحذير يأتي على خلفية استغلال حادثة باهالجام في كشمير كذريعة، مما يعزز من مخاوف التصعيد في المنطقة.
تحذير باكستان من الهجوم المحتمل
في منشور على منصة “إكس”، أعلن وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار أن الأدلة الاستخباراتية تؤكد نيات الهند شن هجوم عسكري. وصف الحادثة بأنها “ذريعة واهية”، مشدداً على أن أي عدوان هندي سيلقى رداً حاسماً، مع إلقاء مسؤولية أي عواقب كارثية على نيودلهي. كما أكد أن باكستان تمثل ضحية للإرهاب، وهي ملتزمة بمحاربته في جميع أشكاله، بينما قدمت عرضاً لإجراء تحقيق مستقل بواسطة لجنة محايدة لكشف الحقائق في كشمير. هذا النهج يعكس موقف باكستان الرافض لأي سلوك يتسم بالتهور، حيث أعرب الوزير عن أسفه لاختيار الهند طريق المواجهة بدلاً من الحوار، معتبراً أن ذلك يهدد الاستقرار الإقليمي.
من جانب آخر، أضاف وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، في تصريحات سابقة، أن التوغل العسكري الهندي أصبح وشيكاً، مما دفع إلى تعزيز القوات الباكستانية واتخاذ قرارات استراتيجية. وفقاً له، فإن التصعيد في الخطاب الهندي يعزز من احتمال الهجوم، مع إبلاغ الجيش الباكستاني الحكومة بتوقعات مشابهة. هذه التحذيرات تأتي في سياق تصاعدي، حيث أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي منح القوات المسلحة حرية كاملة في تحديد أساليب الرد على الهجمات الأخيرة في كشمير، موضحاً أن الهند عازمة على توجيه ضربة قوية ضد الإرهاب وملاحقة المتورطين بدعم من كبار المسؤولين الأمنيين.
الاصطدامات والإجراءات الوقائية
مع تفاقم الوضع، قام الجيش الهندي برد على إطلاق نار من جانب باكستان لليوم الخامس على التوالي، فيما أغلقت الحكومة الهندية أكثر من نصف المواقع السياحية في كشمير لتعزيز الإجراءات الأمنية. هذا التحرك يعكس جهود نيودلهي لمواجهة التهديدات، إذ عقد اجتماعات رفيعة المستوى برئاسة وزير الداخلية لمناقشة الردود المحتملة. كما علقت الهند معاهدة مياه نهر السند مؤكدة أنها لن تتراجع إلا إذا تخلت باكستان عن دعم الإرهاب عبر الحدود. في المقابل، يرى الجانب الباكستاني أن هذه الخطوات تعزز من التوتر بين البلدين النوويين، حيث خرجت دعوات شعبية في الهند تطالب بإجراءات أكثر صرامة ضد باكستان.
هذه التحركات تشير إلى مرحلة حرجة في العلاقات بين الجارتين، حيث يُنظر إلى أي خطوة خاطئة على أنها قد تؤدي إلى عواقب غير متوقعة. على سبيل المثال، أكد مودي ثقته في قدرات القوات الهندية، متعهداً بملاحقة الإرهابيين وداعميهم بأشد العقوبات، في حين حاولت باكستان التركيز على الحوار والتحقيقات لتجنب التصعيد. مع ذلك، يبقى الوضع متقلباً، حيث يُساءل دور كل جانب في الحفاظ على السلام الإقليمي. في هذا السياق، تبرز أهمية تجنب أي اشتباكات غير محسوبة، خاصة مع تاريخ المنطقة المليء بالنزاعات. الجهود الدبلوماسية قد تكون الحل الأمثل لمنع تفاقم الأمر، لكن التحديات تظل كبيرة أمام الاثنين في سبيل تحقيق استقرار دائم.