كشفت هيئة الأفلام السعودية عن تفاصيل مشرفة لقطاع السينما في المملكة خلال عام 2024، حيث تجاوزت إيرادات شباك التذاكر حاجز الـ845.6 مليون ريال سعودي. هذا الرقم يعكس نموًا كبيرًا في صناعة الترفيه، إذ تم بيع أكثر من 17.5 مليون تذكرة، مع متوسط سعر تذكرة يصل إلى 48.2 ريال. شهدت صالات السينما في جميع أنحاء البلاد عرضًا واسعًا يشمل 504 فيلمًا متنوعًا، مما يبرز التنوع في الخيارات المتاحة للجمهور. يأتي هذا الارتفاع في الإيرادات تعبيرًا عن الاهتمام المتزايد بالسينما كجزء أساسي من الحياة الثقافية في السعودية، حيث أصبحت السينما جزءًا لا يتجزأ من الترفيه العائلي والمجتمعي.
إيرادات شباك التذاكر السعودي: مؤشر للنمو الثقافي
في هذا السياق، يبرز أداء الأفلام السعودية كقصة نجاح محلية، حيث تم عرض 18 فيلمًا إنتاجًا وطنيًا، حققت مبيعات تجاوزت الـ1.4 مليون تذكرة، بإيرادات إجمالية بلغت 56.8 مليون ريال سعودي. هذا الإنجاز يعكس تصاعد الحضور المحلي في سوق السينما، ويزيد من إقبال الجمهور على المحتوى الوطني الذي يعبر عن التراث والقصص السعودية. مع تزايد الوعي بأهمية دعم الإنتاج المحلي، أصبحت هذه الأفلام جزءًا أساسيًا من المنافسة مع الإنتاجات الدولية، مما يدعم استراتيجية التنويع الثقافي في المملكة. كما أن هذا النمو يساهم في تعزيز الاقتصاد الثقافي، حيث أدى إلى زيادة في الفرص الوظيفية ودعم للشباب المبدعين في مجال الإنتاج الفني.
مبيعات التذاكر وتطور صناعة السينما
أما على صعيد البنية التحتية، فقد شهد القطاع خلال عام 2024 تشغيل 64 دار سينما موزعة على 10 مناطق في المملكة، تضم معًا 630 شاشة عرض. هذه التوسعات تعزز انتشار الثقافة السينمائية وتسهل الوصول إلى الأفلام لمختلف شرائح المجتمع، سواء في المناطق الحضرية أو الأقل ازدحامًا. كما ساهمت هذه الجهود في خلق آلاف الفرص الوظيفية، حيث تشير التقديرات إلى توفير أكثر من 5,000 وظيفة جديدة في مجالات الإنتاج، التوزيع، العرض، التسويق، والخدمات التقنية. هذا الازدهار ليس مجرد أرقام، بل يمثل خطوة نحو بناء صناعة سينمائية مستدامة تتواكب مع رؤية المملكة 2030، التي تركز على تعزيز الابتكار الثقافي والاقتصادي. في الختام، تعمل هيئة الأفلام على تنفيذ مبادرات جديدة لعام 2025، مثل إطلاق برامج تمويل للإنتاج المحلي وتوسيع نطاق المهرجانات السينمائية المحلية والدولية، مما سيوفر دفعة قوية للقطاع ويجذب المزيد من الاستثمارات الدولية نحو السعودية. هذه الخطوات تؤكد على دور السينما كمحرك للتغيير الاجتماعي والاقتصادي، وتدفع نحو مستقبل أكثر إشراقًا للثقافة السعودية.