في خطوة إنسانية تعكس التزام المملكة العربية السعودية بدعم الشعوب الشقيقة، تم الإعلان عن استثناء السودانيين الواصلين إلى البلاد بتأشيرة عمرة من الإجراءات التي تفرض مغادرة المملكة قبل موسم الحج. هذا القرار يتيح لهم الاستمرار في الإقامة داخل أراضيها لفترة غير محددة، مع التركيز على تسهيل الإجراءات القانونية لضمان استقرار حياتهم وسط التحديات التي تواجه بلادهم.
استثناء السعودية للسودانيين بتأشيرة عمرة
أكدت المديرية العامة للجوازات السعودية أن هذا الاستثناء يأتي كرد فعل مباشر للظروف الاستثنائية في السودان، حيث يسعى القرار إلى تقديم دعم إنساني للأشقاء السودانيين الذين يعانون من أزمة حادة. من خلال هذا الإجراء، تم دمج جهود وزارة الداخلية لإطلاق خدمة إلكترونية على منصة “أبشر”، تسمح بتحويل تأشيرة العمرة إلى تأشيرة عائلية. هذه الخدمة تهدف إلى منع تعرض المستفيدين لأي مخالفات تتعلق بأنظمة الإقامة، مما يضمن لهم الحياة بسلام داخل المملكة.
إجراءات الإعفاء الجديدة
تفاصيل هذه الخدمة تشمل إمكانية الوصول إلى منصة “أبشر” لتقديم طلب إلكتروني بمستندات مثل إثبات القرابة أو إقامة العائلة، مع دفع الرسوم المطلوبة. يمكن للسودانيين الاستفادة من هذا الخيار دون الحاجة إلى مغادرة المملكة، على عكس الإجراءات السابقة التي كانت تفرض ذلك قبل موسم الحج. السلطات تعمل على تسريع معالجة الطلبات، حيث يتم إصدار التأشيرة الجديدة في غضون أيام قليلة إذا تم استيفاء الشروط، مثل تقديم شهادات الميلاد أو صكوك الزواج، بالإضافة إلى موافقة الكفيل إن كان ضروريًا.
هذا القرار يشكل امتدادًا لسلسلة المبادرات الإنسانية التي تتبناها السعودية تجاه الشعوب المتضررة، مثل دعم اليمنيين والسوريين في السنوات الماضية. يركز على ضمان الحماية للجاليات المقيمة، مع الالتزام بالقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، خاصة في ظل صعوبة عودة هؤلاء الأفراد إلى أوطانهم بسبب الظروف القاهرة. من المتوقع أن يساهم هذا الإجراء في تحسين أوضاع آلاف السودانيين الذين وصلوا بتأشيرة عمرة، مما يمنحهم الفرصة للالتحاق بعائلاتهم أو البحث عن فرص عمل بعد تنظيم أوضاعهم القانونية. بالإضافة إلى ذلك، يساعد في تعزيز بيئة قانونية منظمة داخل المملكة، حيث يخفف الضغط على الجهات الحكومية في التعامل مع حالات المخالفين، مما يعزز من الاستقرار المتبادل بين الدولة والمقيمين. في النهاية، يمثل هذا القرار خطوة أخرى في مسيرة السعودية نحو دعم السلام والأمان للشعوب الشقيقة في أوقات الأزمات.