يروي تقرير مصور من صحيفة المرصد قصة المواطن غنيم الغنيم، الذي يعد نموذجًا للإصرار والمهارة في عالم صيانة السيارات. بدأ طريقه في هذا المجال منذ أن كان في الثانية والعشرين من عمره، حيث تطور من مجرد هواية عائلية إلى مشروع ريادي يمتد عبر المحيط. يركز عمله على استقبال السيارات القادمة من الولايات المتحدة، حيث يقوم بتجديدها بالكامل وإعادتها في حالة مثالية، مما يعكس كفاءة فنية شاملة من أول خطوة حتى الختام.
قصة غنيم الغنيم كميكانيكي سيارات
في لقاء شامل مع غنيم الغنيم، يعود بالذاكرة إلى البدايات الحقيقية لمشروعه في عام 1427 هجري، حيث كانت الأساسات مبنية على شغفه الشخصي بالسيارات. يتولى هو وإخوته مسؤولية المهام المتعددة، بما في ذلك السمكرة، والميكانيكا، والبويات، وتعديل السيارات لتلبية الاحتياجات المتنوعة. عملاؤه يأتون من مختلف مناطق المملكة العربية السعودية ودول الخليج، مما يعزز من نطاق أعماله ويؤكد على ثقتهم بجودة خدماته. غنيم يصف كيف أصبحت تلك السيارات، التي تصل إليه من أمريكا، شهادة على مهارته البارزة، حيث يستلم السيارة في حالتها الأولية ويعمل عليها بدقة متناهية، رافعًا مستواها من خلال عمليات شاملة تغطي كل التفاصيل.
هذه الخبرة لم تكن مجرد وظيفة عادية، بل هي امتداد لتاريخ عائلي طويل، إذ كان غنيم يساعد والده في الورشة منذ صغره، مما جعله ينظر إلى هذا العمل كأقرب الهوايات إلى قلبه. يبرز غنيم أن بعض السيارات التي يعمل عليها تتطلب استثمارًا كبيرًا، حيث يصل تكلفة الإصلاحات في بعض الحالات إلى نحو 220 ألف ريال سعودي، تشمل ذلك أجور الورشة والقطع الجديدة التي تضاف. هذا الجانب يظهر كيف تحول الشغف إلى مهنة مربحة ومسؤولة، تجمع بين الجودة والأمان.
تجديد السيارات من الولايات المتحدة
يعتمد مشروع غنيم على آلية دقيقة تبدأ باستقبال السيارات من أمريكا، حيث يضمن أن كل جزء منها يتم التعامل معه باحترافية عالية. يفخر بأن سياراته تعود مصقولة ومُعدلة تمامًا، مع الالتزام باللون والمواصفات المطلوبة من العملاء. هذا النمط من العمل لم يقتصر على المملكة فقط، بل امتد إلى دول الخليج، مما جعل غنيم مرجعًا لكثيرين في مجال تجديد السيارات. يؤكد أن نجاحه يعود جزئيًا إلى الثقة التي اكتسبها من خلال عمله الدؤوب، حيث أصبح بعض العملاء يرسلون سياراتهم مباشرة من الخارج بسبب سمعه الطيب.
في السنوات الأخيرة، شهدت أعمال غنيم تطورًا كبيرًا، حيث أصبح يتعامل مع نماذج متنوعة من السيارات الأمريكية، مثل السيارات الفاخرة أو تلك ذات الاستخدام اليومي. هذا التنوع يتطلب منه وفريقه، الذي يشمل إخوته، الصبر والدقة في كل خطوة، سواء كان ذلك في إصلاح الهيكل أو تحسين الأداء الميكانيكي. غنيم يرى أن هذا العمل ليس مجرد مصدر رزق، بل هو طريقة حياة تعلمها من والده، الذي غرس فيه قيم الالتزام والإتقان. على سبيل المثال، يقول إن إحدى السيارات التي تم تجديدها حديثًا كانت بحاجة إلى عمليات شاملة، تضمنت تغيير قطع أساسية وإعادة طلائها، مما رفع قيمتها بشكل كبير وأعادها إلى السوق بثقة.
مع مرور الوقت، أصبح غنيم رمزًا للريادة في مجاله، حيث يشارك تجاربه مع الآخرين لتشجيع الشباب على اتباع هواياتهم. يؤمن بأن الإصرار هو المفتاح لتحويل أي مهنة إلى نجاح دائم. هذا النهج لم يقتصر على الجانب المادي فقط، بل شمل بناء علاقات قوية مع عملائه، الذين يعتبرونهم جزءًا من رحلته. في النهاية، يمثل قصة غنيم الغنيم درسًا حيًا عن كيفية دمج الشغف بالعمل الجاد لتحقيق التميز، محافظًا على جودة عالية تجذب المزيد من الفرص من داخل المملكة وخارجها.