رئيس الوزراء يؤكد استعداد الحكومة لتقديم التسهيلات والدعم لعمل شركة بيكر هيوز في العراق
في لقاء هام عقده رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، مع رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بيكر هيوز الأمريكية، لورينزو سيمونيلي، أكد السوداني التزام الحكومة العراقية بتقديم كل التسهيلات والدعم اللازم لتعزيز عمل الشركة في مجال الطاقة. خلال الاجتماع، تم مناقشة آفاق التعاون المشترك في قطاع الطاقة، مع التركيز على المشاريع الحالية التي تقودها الشركة في العراق. من بين هذه المشاريع، تم استعراض خطط إكمال وحدات معالجة الغاز في حقل الناصرية، والذي يهدف إلى الوصول إلى طاقة إنتاجية تصل إلى 200 مليون قدم مكعب قياسي. وفقًا للجدول الزمني المرسوم، من المتوقع إنهاء المرحلة الأولى من هذا المشروع قبل صيف عام 2026، بينما ستتبعها المرحلة الثانية في عام 2027. هذا اللقاء يعكس الجهود الحكومية لتعزيز الشراكات الدولية في صناعة النفط والغاز، كجزء من استراتيجية شاملة لتطوير البنية التحتية في البلاد.
أدلى السوداني بتصريحات واضحة حول دعم الحكومة، مشددًا على أنها ستقدم جميع الإجراءات الضرورية لتسهيل دخول الشركات والمستثمرين إلى السوق العراقية. هذا النهج يأتي في سياق جهود حكومية واسعة النطاق لتحسين بيئة الأعمال، بهدف جذب المزيد من الاستثمارات في مختلف القطاعات، لا سيما الطاقة والنفط. من جانبها، أعادت شركة بيكر هيوز التأكيد على التزامها بتنفيذ مشاريعها في العراق، معتبرة أن البلاد تمتلك فرص استثمارية واعدة في مجالات متعددة، مما يفتح أبوابًا للتوسع في التعاون المستقبلي. هذا التعاون يُعد خطوة حاسمة نحو تعزيز الاقتصاد العراقي، حيث يعتمد على استغلال الموارد الطبيعية بكفاءة أعلى، مع الالتزام بمعايير البيئة والتنمية المستدامة.
التزام الحكومة بتعزيز الشراكات في مجال الطاقة
يبرز هذا اللقاء أهمية تعزيز الشراكات بين الحكومة العراقية والشركات الدولية لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية. على مدار السنوات الأخيرة، عملت الحكومة على إصلاحات واسعة لجعل العراق وجهة مغرية للاستثمار، خاصة في قطاع الطاقة الذي يُعد عماد الاقتصاد الوطني. من خلال تقديم تسهيلات مالية وإدارية، تهدف الحكومة إلى زيادة الإنتاجية في حقول النفط والغاز، مما سيساهم في تعزيز الإيرادات الوطنية وضمان الاستدامة للمشاريع المستقبلية. على سبيل المثال، مشروع معالجة الغاز في حقل الناصرية ليس مجرد خطوة فنية، بل هو جزء من رؤية أوسع لتحويل الطاقة إلى مصدر للنمو الاقتصادي والاجتماعي. الشركة الأمريكية، بخبرتها الواسعة في خدمات النفط والطاقة، تقدم حلولًا متكاملة تتضمن تكنولوجيا متقدمة لتحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة الإنتاج، مما يساعد العراق على مواجهة التحديات الاقتصادية الحالية.
في السياق نفسه، أكد ممثلو الشركة أن العراق يتمتع بموقع استراتيجي وبموارد طبيعية غنية، مما يجعله موقعًا مثاليًا للتوسع في مجالات الطاقة المتجددة والاستثمارات الأخرى. هذا اللقاء لم يقتصر على مناقشة المشاريع الحالية، بل شمل أيضًا استكشاف فرص جديدة للتعاون، مثل تطوير تقنيات معالجة الغاز الطبيعي وتحسين البنية التحتية للنقل. من جانب الحكومة، هناك تركيز كبير على ضمان شفافية العمليات وتوفير الدعم اللازم للشركات الأجنبية، مما يعزز من ثقة المستثمرين. هذه الجهود تتوافق مع سياسات حكومية تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد الشديد على النفط، من خلال تشجيع الاستثمارات في التكنولوجيا والطاقة المتجددة. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر هذا التزامًا ملموسًا بتعزيز الابتكار والبحث العلمي في قطاع الطاقة، حيث يمكن لشركة بيكر هيوز أن تلعب دورًا رئيسيًا في نقل الخبرات العالمية إلى العراق.
في الختام، يمثل هذا التعاون دليلاً على التزام الحكومة العراقية ببناء علاقات قوية مع الشركات الدولية، مما يفتح آفاقًا جديدة للتنمية الاقتصادية. من خلال هذه الشراكات، يسعى العراق إلى تحقيق الاستقلال الاقتصادي وزيادة الفرص الوظيفية، مع الاستفادة من التقنيات الحديثة لتحسين إنتاج الطاقة. هكذا، يصبح قطاع الطاقة محركًا رئيسيًا للنمو، مدعومًا بسياسات حكيمة تؤمن بأهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات المستقبلية. هذا النهج ليس فقط يعزز من مكانة العراق إقليميًا، بل يضمن أيضًا استدامة الموارد وتحقيق الرفاهية للمواطنين. بشكل عام، يُعتبر هذا اللقاء خطوة مهمة نحو عصر جديد من التعاون والتطور الاقتصادي في البلاد.