من الشائع الشعور بتسارع نبضات القلب في بعض اللحظات، خاصة أثناء التعرض لمستويات عالية من التوتر، وتُعرف هذه الحالة بـ”خفقان القلب”. على الرغم من أنها شائعة وغالبًا ما تكون غير ضارة، إلا أنها قد تثير القلق لدى البعض، حيث يخشون من وجود مشكلة قلبية تحتاج إلى عناية طبية. في معظم الحالات، يُعتبر خفقان القلب مجرد إشارة مؤقتة، لكنه يستحق الانتباه إذا تكرر، حيث قد يشير إلى مشكلة صحية أساسية. لذا، يُفضل استشارة متخصص في حال كان الشعور مستمرًا أو مصحوبًا بأعراض أخرى، لضمان السلامة والسيطرة على الأمر.
قلبك ينبض بسرعة.. أسباب سرعة خفقان القلب ونصائح للسيطرة عليها
تختلف تجارب الأشخاص مع سرعة خفقان القلب، حيث قد يشعر البعض به طوال اليوم، بينما يلاحظه آخرون في أوقات محددة مثل الليل أو أثناء النشاط البدني أو الإجهاد. هذه الحالة لها عدة أسباب شائعة، وفهمها يساعد في التعامل معها بشكل أفضل. على سبيل المثال، قد يرتبط خفقان القلب بالإجهاد البدني، مثل ممارسة التمارين الرياضية الشديدة أو الإصابة بالحمى، إذ يؤدي إفراز هرمونات التوتر إلى زيادة معدل ضربات القلب. كما أن العوامل النفسية، مثل الانفعالات القوية أو الشعور بالقلق، تلعب دورًا كبيرًا في ذلك. من جهة أخرى، قد يكون هناك أسباب صحية أكثر تعقيدًا، مثل اضطرابات في الجهاز الكهربائي للقلب، ومن أبرزها الرجفان الأذيني، الذي يسبب نبضًا سريعًا وغير منتظم.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب التغيرات الهرمونية دورًا بارزًا، خاصة لدى النساء، حيث تشير الإحصاءات إلى أن نسبة كبيرة منهن يعانين من هذه الحالة قبل وبعد انقطاع الطمث. أيضًا، عوامل خارجية مثل تناول المشروبات الغنية بالكافيين أو تدخين السجائر يمكن أن تثير خفقان القلب بسبب تأثير النيكوتين. لا يقتصر الأمر على ذلك، فالتغيرات الأيضية، مثل انخفاض مستويات السكر في الدم أو فرط نشاط الغدة الدرقية، قد تكون مسببات أخرى شائعة. في بعض الحالات الشديدة، قد يشكل خفقان القلب إشارة تحذيرية لمشكلات خطيرة مثل نوبة قلبية أو سكتة دماغية، خاصة إذا رافقها أعراض مثل ضيق التنفس، ألم في الصدر ينتشر إلى الذراعين أو الظهر، أو شعور بالدوار والتعرق. لذا، من المهم مراقبة هذه العلامات والاتصال بالطوارئ فورًا إذا لاحظتها.
أسباب تسارع نبض القلب
للسيطرة على خفقان القلب، خاصة إذا لم يكن مرتبطًا بمشكلة طبية، يمكن اتباع بعض الإجراءات الفورية مثل مناورات العصب المبهم. هذه التقنيات تشمل السعال بقوة، أو حبس التنفس مع الضغط عليه، أو وضع منشفة باردة على الوجه، مما يساعد في تهدئة معدل ضربات القلب. على المدى الطويل، تغييرات نمط الحياة تلعب دورًا حاسمًا في الوقاية. على سبيل المثال، تقليل تناول الكافيين من خلال تجنب الشاي والكوفي يمكن أن يقلل من التكرار. كذلك، الإقلاع عن التدخين يحمي القلب من تأثيرات النيكوتين السلبية. إذا كنت تتناول أدوية قد تزيد من سرعة النبض، كن على اطلاع بتعديلها بالتشاور مع الطبيب. أخيرًا، التحكم في التوتر من خلال ممارسة الرياضة الخفيفة، أو التنفس العميق، أو حتى جلسات الاسترخاء، يساهم في الحفاظ على توازن القلب. باتباع هذه النصائح، يمكن تقليل خطر الإصابة بسرعة خفقان القلب وتعزيز الصحة العامة، مما يجعل الحياة أكثر أمانًا وهدوءًا.