في عالم كرة القدم المصرية، يظل اسم حسام غالي رمزاً للإخلاص والتميز، حيث سطع نجمه كقائد للنادي الأهلي لسنوات عديدة، وأصبح جزءاً أساسياً من تاريخ القلعة الحمراء. منذ بداياته كلاعب مبدع إلى تحوله إلى قائد، روى غالي قصة نجاح تجسد روح الفريق والجمهور على السواء، ليختتم مسيرته بإعلان تعليق الحذاء في لحظة عاطفية لم تنسها الأجيال.
حسام غالي قائد الأهلي يعلن تعليق الحذاء بعد مسيرة تاريخية
في 23 أبريل 2018، وقف حسام غالي، القائد السابق للنادي الأهلي، أمام الكاميرات في مؤتمر صحفي عاطفي ضمن مقر القلعة الحمراء، ليعلن رسمياً تعليقه للحذاء بعد مسيرة استثنائية امتدت لعقود. كان ذلك اليوم نقطة تحول عاطفية، حيث انهمرت الدموع من عينيه بينما كان يقول: “عايز ارتاح”. في تلك اللحظة، عبر غالي عن عمق ارتباطه بالأهلي، مؤكداً أنه لم يقصر يوماً في خدمة النادي، قائلاً: “يشهد الله أنني لم أقصر أو أتخاذل في حق الأهلي، وأتمنى أن يكون جمهور القلعة الحمراء راضياً عني”. كانت كلماته تعكس لحظة صعبة في سنة الحياة، لكنه دعا جماهيره للانضمام إلى مباراة الاعتزال، معتبراً نفسه فخوراً بانتمائه إلى هذا الصرح العريق. هذا الإعلان لم يكن مجرد نهاية لمسيرة رياضية، بل كان تتويجاً لإرث بناه غالي من خلال جهوده في الحقل الأخضر، حيث ساهم في بناء العديد من الإنجازات التي جعلت الأهلي أحد أقوى الأندية في القارة الأفريقية.
بالعودة إلى الأحداث التالية، شهدت 11 مايو 2018 احتفاءً خاصاً بمسيرة غالي من خلال مباراة ودية ضد أياكس الهولندي على ملعب هزاع بن زايد بالإمارات. فاز الأهلي بتلك المباراة بهدف نظيف، محتفلاً بتوديع قائده الذي شارك منذ البداية ولعب حتى الدقيقة 76 قبل أن يغادر الميدان، ليحل محله صلاح محسن الذي سجل الهدف الوحيد في الدقيقة 83. كانت هذه المباراة علامة فارقة، تجسد التقدير لمساهمات غالي، الذي شارك في 74 مباراة دولية بقميص منتخب مصر، ومارس الكرة في ست أندية متنوعة عبر مسيرته، بما في ذلك الأهلي، فينورد الهولندي، توتنهام، ديربي كاونتي الإنجليزيين، النصر السعودي، وليرس البلجيكي. هذه التنقلات جعلت منه لاعباً متعدد التجارب، يجمع بين المهارة الرياضية والقيادة الأخلاقية.
مسيرة اعتزال كابتن القلعة الحمراء
بعد تعليق الحذاء، لم يبتعد غالي عن عالم الكرة تماماً، بل دخل في مراحل جديدة من العمل الإداري. حقق مع الأهلي 13 بطولة متنوعة، تشمل الدوري المصري في مواسم 2010/2011، 2015/2016، 2016/2017، و2017/2018، بالإضافة إلى كأس السوبر المصري في الأعوام 2010، 2014، و2015، وكأس مصر في 2003 و2017. على المستوى القاري، كان له إسهام كبير في فوز النادي بدوري أبطال إفريقيا عامي 2001 و2012، وكأس الكونفدرالية في 2014، وكأس السوبر الإفريقي في 2002. هذه الإنجازات جعلت منه أيقونة في تاريخ النادي. بعد اعتزاله، تولى غالي منصب منسق لجنة الكرة في الأهلي، وإن لم يستمر طويلاً فيه، فقد انتقل إلى تجربة جديدة كمدير للكرة في نادي الجونة، ثم انتخب عضواً في مجلس النواب، وأخيراً فاز بعضوية مجلس إدارة الأهلي في الانتخابات الأخيرة. هذه الخطوات تعكس تحولاً ناجحاً من لاعب إلى إداري، حيث يستمر في خدمة النادي الذي أحب، مما يؤكد أن غالي ليس مجرد لاعب بل جزء لا يتجزأ من هوية الأهلي. في كل خطوة، يظل ملتزماً بأخلاقياته وإخلاصه، مما يلهم الأجيال الجديدة في عالم كرة القدم. مسيرة اعتزاله هذه ليست نهاية، بل بداية لفصول إدارية جديدة تكمل إرثه التاريخي.