ميتا تعتمد على الذكاء الاصطناعي لكشف أعمار الأطفال وحمايتهم على منصاتها

تعزز شركة ميتا جهودها لحماية المستخدمين الشباب من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف عن أعمارهم، مما يساعد في منع الوصول غير المناسب وتعزيز الإعدادات الأكثر أمانًا على منصاتها مثل إنستجرام. هذه الخطوة تأتي كرد فعل للضغوط المتزايدة من الآباء والمشرعين حول مخاطر الاستخدام الرقمي للأطفال.

الذكاء الاصطناعي في كشف عمر الأطفال على منصات ميتا

في خطوة تُعزز من السلامة الرقمية، تعمل ميتا على تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوكيات المستخدمين وتحديد ما إذا كانوا أقل من 18 عامًا، حتى لو كانت إعدادات حساباتهم تشير إلى خلاف ذلك. على سبيل المثال، يقوم النظام بفحص الرسائل والتفاعلات، مثل التهاني بمناسبة عيد ميلاد لشخص يبدو أنه مراهق، أو تحليل أنماط التفاعل مع المحتوى الذي يجذب فئات عمرية مشابهة. هذا النهج يتيح اكتشافًا أكثر دقة، حيث تُستخدم بيانات التفاعل لتوقع العمر بناءً على كيفية تفاعل الأشخاص مع المنشورات.

بالإضافة إلى ذلك، تفرض ميتا إعدادات افتراضية أكثر تقييدًا للمراهقين، مثل جعل الحسابات خاصة لمنع الغرباء من إرسال الرسائل، وضبط حدود على نوعية المحتوى الذي يظهر لهم. في السنة الماضية، قامت الشركة بتفعيل ميزات الأمان تلقائيًا لجميع حسابات المراهقين، مما يعكس التزامها بتعزيز البيئة الآمنة. الآن، مع إعلانها عن بدء اختبار هذه الميزة في الولايات المتحدة، ستتمكن ميتا من البحث الاستباقي عن الحسابات التي قد تكون مزيفة في تحديد العمر، وتغيير إعداداتها تلقائيًا لتكون أكثر حماية.

التطبيقات الذكية لحماية الشباب عبر المنصات

بينما تتقدم ميتا في استخدام التطبيقات الذكية لتعزيز أمان الشباب، تقر الشركة باحتمالية وقوع أخطاء في عملية الكشف، حيث يمكن للمستخدمين تعديل الإعدادات مرة أخرى إذا لزم الأمر. هذا التحرك يأتي في سياق جهود أوسع لمواجهة التحديات الرقمية، خاصة مع التحقيقات من الاتحاد الأوروبي حول حماية صحة المستخدمين الشباب، ودعاوى قضائية في الولايات المتحدة بسبب تقارير عن التحرش المستهدف للأطفال على إنستجرام. في الواقع، أدت هذه المخاوف إلى خلافات بين شركات التكنولوجيا، مثل جوجل من جهة، وميتا وسناب وإكس من جهة أخرى، حول تحديد المسؤوليات في ضمان سلامة الأطفال عبر الإنترنت.

على سبيل المثال، في مارس الماضي، اتهمت جوجل ميتا بمحاولة التنصل من مسؤولياتها بعد إقرار مشروع قانون في ولاية يوتا، مما يبرز التوترات في صناعة التكنولوجيا حول تنظيم هذه القضايا. رغم ذلك، تستمر ميتا في تقديم المزيد من الإعدادات الوقائية، مثل تقييد الوصول إلى المحتوى غير المناسب وتعزيز الخصوصية، لضمان بيئة آمنة للمستخدمين الشباب. هذه الاستراتيجيات ليس فقط تعكس التزام الشركة بالامتثال للقوانين، بل تساهم أيضًا في بناء ثقة المستخدمين ومؤسسات التنظيم.

في الختام، يمثل استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل ميتا خطوة متقدمة نحو حماية الأطفال، حيث يجمع بين التحليل الدقيق للبيانات والإجراءات الاستباقية للحد من المخاطر. ومع تزايد الاعتماد على المنصات الرقمية، يظل من الضروري مواصلة تطوير هذه التكنولوجيا لمواكبة التغييرات السريعة في عالم الإنترنت، مع التركيز على التوازن بين الخصوصية والأمان. هذه الجهود لن تقتصر على إنستجرام وحدها، بل ستمتد إلى منصات أخرى تابعة لميتا، مما يعزز من فاعليتها في مواجهة التحديات المستقبلية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *