حالة هلع في الضاحية الجنوبية لبيروت إثر ضربة صاروخ إسرائيلي تتابع ثلاث غارات تحذيرية.

عاشت الضاحية الجنوبية لبيروت في جو من الرعب والتوتر، مع تزايد تحليق الطائرات المسيّرة فوق السماء، وإطلاق سلسلة من الغارات التحذيرية التي سبقت ضربة صاروخية دقيقة استهدفت موقعاً وصفه الجانب الإسرائيلي بأنه مخزن أسلحة مرتبط بحزب الله. أدى ذلك إلى حالة من الفوضى بين السكان، حيث أصدر المتحدث الإسرائيلي تحذيرات مسبقة لإخلاء المناطق المعرضة للخطر، مما دفع الكثيرين إلى النزوح بسرعة بحثاً عن الأمان.

الغارة الإسرائيلية على بيروت

أكدت تقارير إعلامية إسرائيلية أن الضربة تم تنفيذها بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، حيث كان المبنى المستهدف يحتوي على أسلحة متقدمة. في الوقت نفسه، شهدت المنطقة حركة نزوح واسعة النطاق، مع انتشار الفزع بين الأحياء المجاورة، حيث عملت مجموعات محلية على إطلاق إنذارات لتسريع عملية الإخلاء. هرعت فرق الدفاع المدني إلى الموقع للقيام بأعمال البحث والإنقاذ، في حين لم تصدر حتى الآن أي بيان رسمي لبناني يفصل حجم الخسائر البشرية أو المادية.

الضربة المركزة والتصعيد الإقليمي

تأتي هذه الحادثة في سياق تصعيد متواصل من جانب إسرائيل، الذي يثير مخاوف مراقبين من اندلاع صراع أوسع قد يعصف بالهدنة المتقلبة التي سادت الأيام الأخيرة. من جانبه، أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون الاعتداء، معتبراً إياه انتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية وتفاهم وقف الأعمال العدائية. شدد عون على ضرورة تحمل الولايات المتحدة وفرنسا، كضامنين لهذا التفاهم، مسؤولياتهما في إلزام إسرائيل بوقف الاعتداءات فوراً، محذراً من أن استمرار هذه الانتهاكات قد يدفع المنطقة نحو تصعيد كارثي يهدد الأمن والاستقرار برمته. دعا الرئيس أيضاً المجتمع الدولي إلى التدخل لردع الاعتداءات المتكررة وضمان احترام القرارات الدولية.

من جهة أخرى، دان رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام مواصلة إسرائيل لاعتداءاتها، التي تروّع المدنيين في منازلهم وتعيق عودتهم إلى حياتهم الطبيعية. طالب سلام الدول الراعية لاتفاق الترتيبات الأمنية بالتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات وتسريع الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية. أكد سلام التزام لبنان الكامل بقرار مجلس الأمن 1701، مشيراً إلى أن الجيش اللبناني يعمل على بسط سلطة الدولة في جميع المناطق، بما في ذلك الجنوب، لضمان حصر السلاح في يد الدولة وحدها.

أما وزارة الخارجية اللبنانية، فقد أدانت الاعتداء على منطقة سكنية مكتظة في الضاحية الجنوبية، الذي أثار حالات هلع واسعة بين المدنيين وألحق أضراراً مادية. دعت الوزارة الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية إلى ممارسة الضغط على إسرائيل للالتزام بقرار 1701 ووقف الخروقات التي تهدد السلم الإقليمي. أشارت الوزارة إلى أنها ستستمر في الاتصالات مع الدول الشقيقة والصديقة لفرض حد لهذه الانتهاكات وتحقيق انسحاب إسرائيل الكامل من كافة المناطق اللبنانية المحتلة، مع التأكيد على التزام لبنان بكافة قرارات الشرعية الدولية.

في السياق نفسه، أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان عن قلقها البالغ من الغارة، التي أثارت موجة من الذعر وأعادت مخاوف تجدد العنف. طالبت جميع الأطراف بالامتناع عن أي أعمال قد تعيق تفاهم وقف الأعمال العدائية أو تطبيق قرار 1701، محذرة من عواقب التصعيد على المنطقة بأكملها. يبقى الوضع في لبنان مشحوناً بالتوتر، مع استمرار الجهود الدبلوماسية لتجنب اندلاع مواجهات أكبر.