تكشف دراسة حديثة أن انقطاع الطمث المتأخر قد يحسن من صحة القلب والأوعية الدموية لدى النساء. وفقًا للبحث، فإن النساء اللواتي يمررن بانقطاع الطمث في سن متأخرة تكون لديهن مستويات أفضل من الدهون في الدم وانخفاض في علامات الإجهاد التأكسدي، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. هذا الارتباط يبرز كيف يمكن لتأخر هذه المرحلة الطبيعية في حياة المرأة أن يمدد فترة حماية الجسم، خاصة من خلال تأثير هرمون الإستروجين الذي يدعم وظائف الأوعية الدموية.
انقطاع الطمث المتأخر وتحسين صحة القلب
في دراسة نشرت في مجلة Circulation Research، تم اكتشاف أن النساء اللواتي يواجهن انقطاع الطمث في سن متأخرة يتمتعن بأوعية دموية أكثر مرونة وصحة مقارنة بغيرهن. الدراسة شملت مجموعة من النساء في مراحل مختلفة من الحياة، حيث أظهرت أن انخفاض مستويات الإستروجين المبكر يزيد من صلابة الأوعية، بينما يؤدي التأخر في انقطاع الطمث إلى الحفاظ على وظائف أفضل للميتوكوندريا، مما يقلل من الجذور الحرة والإجهاد التأكسدي. كما أن هذا التأخير يرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى تحسين مستويات الكوليسترول والسكر في الدم. وفقًا لمؤلفة الدراسة، سنه دارفيش من جامعة كولورادو، هناك فوائد صحية متعددة تبرز مع تأخر انقطاع الطمث، حيث يمنح الجسم وقتًا أطول للاستفادة من تأثيرات الإستروجين الوقائية.
تأثير تأخر انقطاع الطمث على الجسم
يعني تأخر انقطاع الطمث زيادة في مدة إنتاج الإستروجين، وهو هرمون يلعب دورًا حاسمًا في حماية القلب من خلال تحسين تدفق الدم وتقليل الالتهابات. في الدراسة، تم ملاحظة أن النساء في مرحلة انقطاع الطمث المتأخر يظهرن تحسنًا في وظائف الخلايا، مما يقلل من خطر الإجهاد التأكسدي ويحسن من مقاومة الشرايين للضغوط. ومع ذلك، عندما يحدث انقطاع الطمث مبكرًا، ينخفض مستوى الإستروجين بسرعة، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الكوليسترول، وتغيرات في النشاط اليومي والنظام الغذائي، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. من ناحية أخرى، يساعد تأخر هذه المرحلة في تعزيز القدرة على مقاومة النوبات القلبية والسكتات، حيث يبقي الجسم في حالة أكثر توازنًا.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسة إلى أن فوائد انقطاع الطمث المتأخر تمتد إلى جوانب أخرى من الصحة العامة، مثل تقليل خطر الإصابة بالسكري والأمراض الوعائية. على سبيل المثال، النساء في مجموعة الدراسة اللواتي كن في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث أو في مرحلة متأخرة أظهرن مستويات أفضل في الدهون وانخفاضًا في علامات الشيخوخة الخلوية. هذا يعكس كيف يمكن للعوامل الهرمونية أن تؤثر بشكل إيجابي على الجسم إذا حدثت في الوقت المناسب. ومع ذلك، يجب على النساء اتباع نمط حياة صحي لتعزيز هذه الفوائد، مثل اتباع نظام غذائي متوازن يركز على الفاكهة والخضروات، وتقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون مثل الأجبان واللحوم، بالإضافة إلى مراقبة مستويات الكوليسترول والسكر بانتظام. كما أن ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا، مع الحفاظ على نشاط بدني منتظم، يساعد في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، مما يجعل الفترة التالية لانقطاع الطمث أكثر أمانًا وصحة. بشكل عام، يؤكد هذا البحث أهمية فهم التغييرات الهرمونية في منع أمراض القلب، ويشجع على تبني عادات صحية لتعزيز الوقاية طوال مراحل الحياة.