انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مساء الجمعة الماضية صور ومقاطع فيديو زعم ناشروها أنها توثق نيزكاً اخترق الغلاف الجوي فوق سماء سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، وفى هذا المقال سوف نعرض لكم كافة التفاصيل وفقا لما تم الإعلان عنه عن نيزك سوريا وحقيقة سقوطه
نيزك سوريا
في الوقت الذي أفادت فيه حسابات محلية، بما في ذلك صفحة الأرصاد الجوية السورية، بأن النيزك الذي خلف وهجاً أزرقاً قوياً قد اخترق الأجواء السورية؛ أوردت مصادر أخرى أنه سقط في إحدى الدول الأربع المشار إليها. وبعد متابعة دقيقة للتحقق من الحادثة، تبين أن الصور والمقاطع المتداولة قد تم تصويرها في الفلبين، حيث أظهر الفيديو كويكباً يحترق في سماء تلك الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا مساء الخميس الماضي.
مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض
وفقاً لمركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، تُعرف هذه الظاهرة باسم “النيزك المتفجر”، وهو نيزك يتميز بشدة سطوعه مقارنةً بالشهب التقليدية، حيث يكون بريقه لافتاً للنظر بشكل يكفي لمشاهدته على مساحات شاسعة. هذا النيزك ينفجر عند اختراقه الغلاف الجوي للأرض.
وتُعد هذه النيازك المتفجرة نادرة الحدوث، كما أن رصدها أمر بالغ الصعوبة، نظراً لأن وميضها يستمر لفترة قصيرة جداً لا تتجاوز بضع ثوانٍ، وقد تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لشهب أضاءت السماء بلون أزرق لامع لحظة اختراقها الغلاف الجوي، وادُّعي أنها ظهرت فوق لبنان وسوريا وفلسطين. لكن لاحقاً، تبين أن هذه المقاطع مصدرها الفلبين وإسبانيا.
مدير المركز العربي للمناخ
أعلن مدير المركز العربي للمناخ، أحمد العربيد، عن اختراق نيزك للغلاف الجوي للأرض في الساعات الأولى من يوم السبت، حيث لوحظ وميضه الساطع الذي “حوّل الليل إلى نهار لعدة ثوانٍ، وتمت رؤيته بوضوح في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين والعراق وتركيا. وأوضح العربيد أن 95% من النيازك التي تخترق الغلاف الجوي تتفتت قبل وصولها إلى سطح الأرض بسبب الاحتكاك الشديد الذي تتعرض له، مما يحولها إلى غبار أو شظايا صغيرة.
وأضاف أنه يمكن تحديد التركيب الكيميائي للنيزك من خلال تحليل لون الوميض الناتج عن التفاعل الكيميائي خلال الاحتكاك. على سبيل المثال، يشير الوميض الأزرق أو الأخضر إلى احتراق عنصر المغنيسيوم، وبيّن العربيد أنه عندما يتبخر سطح النيزك، تتشكل طبقة غازية رقيقة تحيط بالجسم، تعمل كدرع واقٍ من الحرارة المرتفعة. هذه العملية، المعروفة بالتبخر الحراري، تتسبب في فقدان النيزك لكتلته بشكل سريع، ما يؤدي إلى تفككه إلى أجزاء أصغر.