أظهرت صور ومقاطع فيديو مؤثرة نفوق أعداد كبيرة من الأسماك في صهريج المعلم التاريخي الشهير، المنارة، مما سلط الضوء على كارثة بيئية تهدد جمال هذا الصرح الحضاري، وهذه الحادثة أثارت العديد من التساؤلات حول أسبابها، وأكدت الحاجة إلى تدخل سريع لحماية هذا التراث الطبيعي والثقافي، وفى هذا المقال سوف نعرض لكم كافة التفاصيل وفقا لما تم الإعلان عنه عن أوساخ صهريج المنارة والكارثة البيئية
صهريج المنارة
وفقاً للتقارير، فإن المصدر الأساسي لهذه الكارثة يتمثل في تلوث مياه الصهريج، ما أسفر عن نفوق أعداد هائلة من أسماك اللاترويت التي كانت تضفي سحراً على مياهه النقية. هذه الأسماك، التي تعيش في المياه العذبة، كانت تعد جزءاً أصيلاً من جمال الصهريج وجاذباً سياحياً مهماً، وهذا الحدث أثار قلق المهتمين بالبيئة والتراث، حيث أعربوا عن مخاوفهم من التدهور الذي أصاب صهريج المنارة. وطالبوا الجهات المختصة بالتحقيق في أسباب التلوث واتخاذ التدابير الضرورية لمعالجته وصون هذا التراث الطبيعي والثقافي.
وإن حماية البيئة والتراث ليست مجرد مسؤولية، بل هي استثمار في مستقبلنا. فبالحفاظ على هذه الموروثات، نضمن للأجيال القادمة فرصة الاستمتاع بجمالها وقيمتها، ودعيت الجهات الأمنية ذاتها الجهات المعنية إلى التدخل للكشف عن أسباب نفوق هذا النوع من الأسماك، التي تعيش في المياه العذبة، وفتح تحقيق شامل في الأمر. يأتي ذلك في ظل الإهمال الذي تتعرض له هذه المعلمة التاريخية، والتي تعتبر وجهة جذب للزوار الأجانب لالتقاط الصور.
أهمية الصهريج التاريخية
جدير بالذكر أن صهريج المنارة تأسس عام 1157 ميلادية في عهد السلطان عبد المؤمن بن علي الكومي، مؤسس الدولة الموحدية. في البداية، كان يُستخدم كمنطقة لتدريب الجنود على أساسيات السباحة وفنون القتال البحري. وقد نال تصميمه إبداعاً استثنائياً من قبل المهندس العبقري في العصر الموحدي الحاج يعيش المالقي، الذي يُنسب له أيضاً الفضل في تشييد مسجد الكتبية ومنبره المتحرك، بالإضافة إلى حصن جبل طارق الذي لا يزال قائماً حتى اليوم.
تم استخدام الصهريج في البداية لتدريب الجنود، ثم شُيدت المقصورة الرائعة فوقه في عهد السلطان العلوي محمد الرابع عام 1870م، لتصبح المنارة ملاذًا للاسترخاء، حيث كان السلطان يلجأ إليها هربًا من حرارة مدينة مراكش، ويبلغ طول الصهريج 200 متر وعرضه 160 متر، أما عمقه فيقدر بحوالي مترين ونصف.