أسهم برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار في إزالة العديد من المخاوف والتساؤلات التي أثارها العلماء والمهندسون على مدار عقود، بشأن المواد المستخدمة في عمليات تلقيح السحب، لضمان زيادة آمنة لهطول الأمطار دون المساس بالتوازن البيئي، وفى هذا المقال سوف نعرض لكم كافة التفاصيل وفقا لما تم الإعلان عنه
تلقيح السحب
أعلن البرنامج في بيان صحفي أنه اعتمد على مادة كلوريد الصوديوم/ ثاني أكسيد التيتانيوم (NaCl/TiO)، المعروفة باسم (CSNT)، وهي مادة استرطابية تحتوي على مكونين أساسيين. وتعد الإمارات الدولة الوحيدة عالمياً التي تستخدم هذه المادة في عمليات تلقيح السحب، بعد أن أكمل البرنامج جميع الدراسات المتعلقة بتأثيرها البيئي بنجاح عام 2017، وقاد المشروع البحثي البروفيسورة ليندا زو، أستاذة البنية التحتية المدنية والهندسة البيئية في جامعة خليفة والحاصلة على منحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار في دورته الأولى عام 2015، لتطوير مواد تلقيح السحب باستخدام تكنولوجيا النانو.
افترضت زو أن العديد من مواد تلقيح السحب المستخدمة لعقود طويلة تعمل بتقنيات قديمة وأقل فعالية، ونجح هذا المشروع في الحصول على براءة اختراع في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية في الولايات المتحدة، كونه تطبيقاً مبتكراً لتكنولوجيا النانو في تصنيع مواد استرطابية لتلقيح السحب.
براءات الاختراع
أكدت الأبحاث أن استخدام كميات محدودة من مادة (CNST) في عمليات تعديل الطقس لا يؤثر على السحب الممطرة نظرًا للكميات الهائلة من مياه الأمطار المتولدة من هذه العمليات. فعلى سبيل المثال، العواصف في شبه الجزيرة العربية تنتج في المتوسط مليون متر مكعب من المياه، وعادةً ما يتراوح استخدام مادة (CNST) في عمليات الاستمطار بين 200 و1000 غرام، مما يؤدي إلى تركيزات أقل بكثير من حدود التعرض الآمنة، ويجعلها غير ضارة تمامًا. هذا الأمر يضمن أمان عمليات الاستمطار التي تستخدم هذه المادة ويجعلها متوافقة مع البيئة.
ويُعتبر التلقيح الاسترطابي وسيلة فعّالة لزيادة معدلات هطول الأمطار في المناطق التي تعاني من الجفاف أو قلة الأمطار، مما يوفر مصدرًا حيويًا للزراعة، ويدعم إمدادات المياه، ويعزز النظام البيئي دون أي أضرار بيئية أو صحية.