حقيقة فضل شهر رجب وفضل صيامه والأحاديث عن الشهر الكريم ؟

بركات شهر رجب وفضله العظيم تظهر في كونه أحد الأشهر الحرم الذي يتسم بتضاعف الأجر والثواب لكل عمل صالح. يتميز هذا الشهر بأنه يحمل أولى نسمات شهر رمضان الفضيل، ويحل غدًا السبت الموافق للغرة من شهر رجب، وهو أحد الأشهر الحرم الأربعة التي تميزت بها القرآن الكريم عن باقي الشهور، وفى هذا المقال سوف نعرض لكم كافة التفاصيل وفقا لما تم الإعلان عنه عن فضل شهر رجب

فضل شهر رجب

وإن كان هذا الفضل يتركز في كونه من الأشهر الحرام، التي ورد ذكرها في قول الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أشار إلى أنها تشمل رجب المضر، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. يأتي اسم رجب المضر من ارتباطه بقبيلة مضر، نظرًا لأن هذه القبيلة كانت تحترم هذا الشهر وتلتزم به في الزمان المحدد، على عكس باقي العرب الذين كانوا يقومون بتغيير الشهور وتبديلها وفقًا لظروف الحروب.

وقد تم ذكر رجب المضر في القرآن الكريم بصفة سلبية، حيث يشير إلى النسيء الزيادة في الكفر، وكيف يضل بها الذين كفروا، حيث يحللونه عامًا ويحرمونه عامًا، بهدف تلاطم آرائهم الفاسدة مع شريعة الله. وقد قامت هذه الفئة من المشركين بتحويل وتغيير أحكام الله وتحليل ما حرمه وتحريم ما أحله، وكانوا يستغلون في ذلك قوتهم الغضبية والشهامة والحمية لتأخير الشهور الحرام، مما كان يعيقهم عن قضاء حقوقهم والتصدي لأعدائهم. كانوا قد ابتدعوا تغييرًا في ترتيب الشهور قبل الإسلام، حيث يحلون الشهر الحرام ويحرمون الشهور الحلال، بهدف تلاطم أوقات القتال وفقًا لهواجسهم الباردة.

رأي الشيخ بن باز عن عمرة رجب

يقول العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز، الذي كان مفتي المملكة السابق ورحمه الله، حول شهر رجب: كان أهل الجاهلية يربطونه بالصيام، أما في الإسلام فليس له تخصيص بشيء. إنه من الأشهر الحرم، ضمن الأشهر الأربعة الحرم، التي عدَّها النبي  وهي رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. ولرغم تميزه كونه من الأشهر الحرم، إلا أنه لا يوجد فيه حديث صحيح يشير إلى تفضيله بالصيام أو الصدقة أو الصلاة. بل هو مجرد شهر حرم، ولا ينبغي تخصيصه بالصيام، ويُنصح بعدم تحديده لذلك.

وعلى الرغم من ذلك، إذا قرر الإنسان أن يؤدي العمرة في شهر رجب، فلا مانع من ذلك. وقد كان بعض السلف يقومون بالعمرة في هذا الشهر، ويُروى في الصحيحين أن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن النبي  أدى العمرة في رجب.” فإذا اعتمر الإنسان في رجب، فإن هذا يُعتبر فعلاً حسنًا قام به السلف الصالح، وهو ما رواه ابن عمر عن النبي.

وعلى الجانب الآخر، يشير الشيخ إلى أن بعض الروايات التي أنكرت عمل النبي للعمرة في رجب، يُمكن أن تكون ناتجة عن عدم وعي أو نسيان من قبل الرواة، بينما يظل ابن عمر ثقة وقد روى هذا الحدث عن النبي، ويركز الشيخ على أنه لم يثبت في فضل شهر رجب شيء إلا أنه يعتبر من الأشهر الحرم، وبالتالي، لا يُفضل تخصيصه بأي عمل عبادي معين مثل الصيام أو الصلاة أو العمرة.

 أحاديث في فضل صيام شهر رجب

أكد الشيخ محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله) أيضًا أن شهر رجب لا يتمتع بميزة فريدة عن باقي الأشهر الحرم. أوضح أنه لا يتم تخصيص هذا الشهر بأداء عمرة أو صيام أو صلاة أو قراءة القرآن، وأشار إلى أن شهر رجب يشبه في هذا جميع الأشهر الحرم، وفيما يخص الأحاديث التي تتحدث عن فضل شهر رجب وتفرده بالصلاة والصوم فيه، أكد الشيخ الدكتور سعد الخثلان، الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أنه لم يثبت في ذلك أي شيء، وأن جميع الأحاديث المروية بهذا الصدد هي ضعيفة ولا يمكن الاعتماد عليها شرعًا، وأضاف الشيخ الخثلان: الحافظ بن حجر قام بتأليف رسالة بعنوان تبيين العجب لما ورد في فضل صيام رجب، وخلص إلى أنه لا يوجد دليل يثبت ذلك، وبناءً على ذلك، لا يمكن اعتبار تخصيص شهر رجب بالصيام مشروعًا، بل يُعتبر هذا التخصيص من البدع.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *