اكتشاف سمكة الساورانسيس في قلب صحراء الجزائر بعد 11 عام من الانقراض

في أعماق صحراء الجزائر، حيث تغرق الرمال تحت أشعة الشمس الحارقة، تسبح كائنات حية نادرة تعرف باسم سمكة الساورانسيس (Apricaphanius saourensis)، هذه السمكة الصغيرة، التي لا يتجاوز طولها 4 سم، تعد كنزا حيويا فريدا يروي قصة التكيف والقدرة على الصمود في بيئة قاسية، فإن هذه السمكة موطنها الأصلي في وادي الساورة، حيث تعيش في ينابيعه وبركه ومجاري المياه الضحلة، وتتميز بلونها البني الزيتي على الظهر وبطنها الفضي، وزعانفها المميزة ببقعها الداكنة.

اكتشاف سمكة الساورانسيس

واجهت هذه السمكة الجميلة خطر الانقراض بسبب فقدان الموائل والتلوث والصيد الجائر، فمع مرور الوقت، جفت ينابيع وادي الساورة، وتقلصت موائلها الطبيعية، مما أدى إلى انخفاض أعدادها بشكل كبير.

في عام 2013، أعلن عن انقراض سمكة الساورانسيس رسميًا، بعد فشل جميع الجهود في رصدها، مما ساد الحزن واليأس بين دعاة الحفاظ على البيئة، الذين فقدوا الأمل في عودة هذا النوع الفريد من نوعه.

لكن، بعد 11 عامًا من الاختفاء، حدثت معجز واستطاع فريق من الباحثين الجزائريين خلال هذا العام 2024 العثور على مجموعة من أسماك الساورانسيس في مجرى مائي بمنطقة العرق الغربي، وقد أثار هذا الاكتشاف فرحة غامرة في الأوساط العلمية، وتسبب في إعادة الأمل من إمكانية إنقاذ هذا النوع المهدد بالانقراض.

ما هي خطوات الحفاظ على سمكة الساورانسيس؟

يعد عودة هذه السمكة الجميلة بمثابة علامة إيجابية على قدرة الطبيعة على التعافي، فمع تضافر الجهود المبذولة لحماية الموائل الطبيعية ومكافحة التلوث، والذي يمكن إتاحة الفرصة لأنواع أخرى مهددة بالانقراض للعودة من جديد، لذلك بعد هذا الاكتشاف الهام، تم وضع خطط لحماية سمكة الساورانسيس، تشمل:

  • حماية الموائل الطبيعية: تهدف هذه الخطوة إلى منع جفاف ينابيع وبرك وادي الساورة، وتأمين موائل آمنة لنمو وتكاثر السمكة.
  • مكافحة التلوث: كما تبذل الجهود للحد من التلوث، خاصة تلوث المياه، الذي يهدد حياة السمكة وبيئتها.
  • التكاثر في الأسر: يتم تربية سمكة الساورانسيس في أحواض مائية مراقبة، وذلك بهدف زيادة أعدادها وإعادة إطلاقها في بيئتها الطبيعية في المستقبل.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *