إنه لمن المحزن أن نسمع عن وفاة الشيخ صالح الشيبي صاحب سدنة الكعبة، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته, وبنفس الوقت، نسأل الله التوفيق للشيخ عبد الوهاب بن زين العابدين الشيبي، الذي تم تعيينه السادن الـ78 للكعبة المشرفة خلفاً له, مهنة سدنة الكعبة المشرفة، أو الحجابة، هي من أقدم وأشرف المهن في الحرم المكي الشريف, تعود جذورها إلى عهد قصي بن كلاب، واستمرت في العائلة منذ ذلك الحين.
من هو السادن؟
حسب الرواية التاريخية، فإن رسول الله ﷺ قال لبني طلحة: “خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم”، مما يعكس الأهمية الكبيرة والدور المميز الذي يلعبه السادن في الحفاظ على الكعبة وخدمتها، والسادن هو الشخص الوحيد الذي يحمل مفتاح الكعبة المشرفة، والذي يبلغ طوله 35 سنتيمترًا ومصنوع من الحديد, تقع على عاتق السادن مسؤولية كافة شؤون الكعبة، مثل تغيير كسوتها، وغسلها، وتعطيرها بالطيب، بالإضافة إلى فتحها وإغلاقها, تعتبر هذه المهام جزءًا من الواجبات الأساسية للسادن، وتعكس الأهمية الكبيرة والدور الحيوي الذي يلعبه في الحفاظ على قدسية الكعبة المشرفة وخدمتها بأفضل صورة ممكنة.
استمرار الأمانة الشريفة لعائلة الشيبي
تستمر الأمانة الشريفة لعائلة الشيبي عبر الأجيال، حيث تأسست الدولة السعودية الحديثة بعد توحيد نجد والحجاز منذ ثلاثة قرون. عندما تولى الملك عبد العزيز آل سعود حكم مكة، أكد على استمرار هذه الأمانة المقدسة لبني شيبة.
يعتبر السادن الراحل الشيخ صالح من أبرز الشخصيات في عائلة الشيبي في العصر الحديث، حيث بلغت شهرته أرجاء العالم نظراً لدوره الكبير وخدمته الجليلة للكعبة المشرفة، وتستمر عائلة الشيبي في الحفاظ على هذه الأمانة بأعلى درجات الاحترام والاهتمام، مما يعزز مكانتهم في قلوب المسلمين حول العالم
مفتاح مقام النبي إبراهيم
ولقد سلم للشيخ عبد الرحمن بن صالح بن زين العابدين الشيبي مفتاح الكعبة ومفتاح مقام النبي إبراهيم, وفي هذا السياق، صرح أحد رموز أسرة الشيبي، الشيخ نزار الشيبي: “من المعروف أن تسليم مفتاح الكعبة يكون للأكبر سناً في أسرة آل الشيبي، والشيخ عبد الوهاب هو الأكبر سناً، ونحن ننتظر صدور الأمر السامي لتأكيد ذلك، ليتمكن الشيخ عبد الوهاب من أداء أولى مهامه، وهي تسليم ثوب الكعبة وتلبيسها في غرة شهر المحرم”، وفقاً لما نقلته قناة “الإخبارية”.
ندعو الله أن يوفق الشيخ عبد الوهاب بن زين العابدين الشيبي في مهامه الجديدة، وأن يسدد خطاه لخدمة بيت الله الحرام.