نزول الله يوم عرفة متي يكون ؟ وهل ينزل الله إلى الأرض نهار عرفة ؟

نعيش اليوم يوم عرفة، الذي يُعد من أفضل الأيام، كما ورد في الحديث الشريف عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله إلى السماء – نزول تجلٍ ورحمة – فيقول: انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاحِّين، جاءوا من كل فج عميق، ولم يروا رحمتي ولا عذابي، فلم يُر أكثرَ عتيقا من النار من يوم عرفة، وفى هذا اليوم يجتمع فيه الحجيج من كل أقطار الأرض، يلبون نداء الرحمن بقلوب خاشعة وأرواح ملبية، ويلبسون الإحرام، في أسمى صورة للتواضع والخضوع لله تعالى.

نزول الله يوم عرفة

هذا اليوم المبارك الذي يتجلى فيه الله تعالى على عباده بمغفرته ورحمته وواسع فضله، هو يوم عرفة. إنه اليوم الذي أكمل الله تعالى فيه الدين، وأتم فيه النعمة، وفيه أنزل: **﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾**. في هذا اليوم العظيم، تجلت منة الله تعالى على نبيه ورسوله المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وعلى أمته من بعده. وعندما سمع اليهود بهذه الآية قالوا: “لو علينا معشر يهود، نزلت هذه الآية، لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا”. فرد عليهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قائلاً: “فقد علمت اليوم الذي أنزلت فيه، والساعة، وأين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت، نزلت ليلة جمعٍ، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات”.

هذا اليوم هو أيضًا اليوم الذي ألقى فيه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- خطبته العظيمة، حيث وضع فيها القواعد والأسس الراسخة للعدالة الاجتماعية في الأموال والدماء والحقوق الأسرية، وعظَّم فيه الحرمات. قال في خطبته الشهيرة: فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام، وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ألا هل بلغت؟.

في يوم عرفة، يباهي الله تعالى بحجاج بيته الحرام ملائكته الكرام، قائلاً لهم: ما أراد هؤلاء؟، وهو الأعلم بنياتهم وأعمالهم، لكنه يظهر بذلك مكانتهم وصدق تضرعهم وعبوديتهم له سبحانه وتعالى. هذا اليوم هو تجسيد لأعلى مراتب العبادة والطاعة، حيث يغفر الله الذنوب ويعتق رقاب عباده من النار، ويعم برحمته جميع من يستغيث به ويتوجه إليه بصدق وإخلاص.

فضل صيام اليوم المبارك

وفي هذا اليوم العظيم، يشارك المسلمون في نيل الأجر العظيم من خلال صيام يوم عرفة، الذي يكفر السنة الماضية والسنة القادمة، كما جاء في الحديث الشريف: وصيام يوم عرفة، فإني لأحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده، وفقا لتاكيدات دار الإفتاء 

نحن نعيش هذا اليوم بكل أمل وتفاؤل بأن الله تعالى سيتقبل منا بفضله ورحمته التي وسعت كل شيء. نحن المؤمنون بوحدانيته، المخلصون في عبادته، ندعوه بتضرع وخشية، نترجى رحمته ونعيمه. إن الله يرضى عن عباده حينما يتوجهون إليه بالإخلاص والدعاء، فهذه هي الوظيفة التي اقتضى استخلافنا في الأرض لأجلها.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *