أمانة جدة أعلنت بدء “إزالة عشوائيات جدة” بهدف التطوير، حيث تم هدم بعض الأسوار القديمة وبدأ الجميع يتساءلون لما هذا التصرف، والحقيقة هو أن المدينة ضاقت وذهب معظم سكانها لأماكن وأحياء حديثة، وظلت تلك المباني العتيقة تشهد على العمارة المتميزة، كما أن جدة أدرجت باليونسكو ضمن قوائم التراث، حيث أرادوا أن تكون جدة عصرية وأجمل الأماكن بالعالم، وتم الترحيب بذلك من قبل الدولة، وعبر مقالنا لهذا سنقدم لكم جميع المعلومات التي تحتاجون إليها حول هذا الأمر.
إزالة الأحياء العشوائية جدة
لقد هدمت بعض الأسوار القديمة في جدة بعد ضيق المدينة ورحيل أغلبية السكان لأماكن جديدة ومدن حديثاً، فقد ظلت الأبنية عتيقة تشهد على جودة العمارة بها، وكانت الدولة سخية في هذا الأمر في أن تفعل ما بوسعها للحفاظ على هذه المدينة العتيقة وجعلها من أجمل الأماكن في العالم، كما أنه تم تخصيص مليارات، لكي تنهض هذه المدينة، وتم تصميم الشوارع والميادين بها، والجسور بشكل متقن ومعايير مثالية منفذة بجودة عالية.
كما أن شواطئها مزينة بمجسمات مبهرة خاصة بفنانين سعوديين إضافة للفنانين العالميين، مما أدى إلى تشكيل هوية بصرية خلابة للمدينة، وساهمت بشكل كبير في جعلها ذو ذوق فني عالي يتمتع برؤيتها الساكنين والزوار، ولكن هناك بعض الأيادي التي عبثت بالمدينة وشوهت جمالها وبعض اللصوص الذين استولوا على أراضي تابعة لحكومة المملكة وأراضي أهلية، وبنوا عليها بعض المساكن الشعبية التي كانت بؤرة كبيرة للعشوائيات.
وكذلك لم تستلم منهم أي أحياء قديمة أو حديثة إلى أن وصل العدد إلى60 حي به الثلث من عدد سكان جدة وأدى لتشويه الجمال البصري بها، كما أنها كانت تحوي مخالفين القانون وتجار المخدرات، وأصبح تلك الأحياء مفتقرة إلى معايير الجودة، وانتشرت بها الأمراض والحشرات.

تأثير المشاريع التطويرية على العشوائيات بجدة
إن المشاريع التطويرية التي تم عقدها للعشوائيات بجدة قد فشلت، ولكن بالفترة الأخيرة أصبح هناك بصيص أمل لجدة لكى يتم إزالة كافة الأحياء العشوائية، وقد بدأت الحكومة بالهدم والجهات المعنية ابتداءً من حي غليل.

هل تحدث أزمة سكن بسبب إزالة عشوائيات جدة؟
تداعيات إزالة العشوائيات على النقل والسكن والعمالة تُنذر بحدوث أزمة سكن، حيث كان هناك خطأ في إبلاغ المتواجدين وأخذ الوقت الكافي لذلك مما أدى ارتباك شديد، حيث أنه قد وصل البلاغ للملاك ولكنهم لم يقوموا بإبلاغ الساكنين عن الإزالة لكى يحصلوا الإيجار بالمدة التي أخذوها للإخلاء مما أدى لتفاجئ السكان بالهدم، وحصولهم على إنذار بالإخلاء للمكان 24 ساعة، وتم قطع الكهرباء وبدأت الجرافات بالعمل وأخلي المكان في وقت قصير للغاية مما تسبب بارتفاع سعر النقل ومعهم العمالة، كما أن بعض الأسر لم تتمكن من أن تدفع الأجر بسبب زيادته وارتفاعه فحملت ما قدرت عليه وقامت بترك الباقي، المقتدرين من هؤلاء السكان اشتروا شقق وذهبوا إليها والبقية ذهبوا لأحياء عشوائية مجاورة.