قد يدور في ذهنك بمناسبة يوم التأسيس أسئلة عن المملكة قبل التأسيس الذي أصبح عيدًا يحتفل به السعوديون على مرأى ومسمع من الجميع وهو احتفال يليق بتاريخ المملكة العريق، إذا لنعود معا الى ما قبل ثلاثة قرون من الآن، حيث التفكك وانعدام الامن والخوف والجوع الذي ساد في المنطقة كلها وليس المملكة فقط، فضلا عن تناخر القبائل مع بعضها البعض، في ذلك الحين والوقت العصيب شاء الله أن يوفق الملك المغفور له الإمام محمد بن سعود ليقوم بتأسيس المملكة للمرة الاولى، وذلك ليرسي فيها العدل ويشيع بين احيائها الامن ويستبدل الجوع بالخير الوفير، فقد كان ذلك في منتصف عام 1139 من الهجرة والذي كان يوافق السابع والعشرين من جمادى الأولى.
المملكة قبل التأسيس
بعد أن وحدها الرسول الكريم والخلفاء الراشدين عادت مرة أخرى للخلافات خصوصا بعدما انتقلت العاصمة من المدينة المنورة إلى الكوفة، فكان في عهد الدولة العباسية والاموية يهتم الحكام بمكة والمدينة لتأمين قوافل المعتمرين والحجاج، فقد فكانت الدولة عرضة للنسيان فكانت شبه الجزيرة في ذلك الوقت بحاجة شديدة لرجل من أبنائها يعرف ضواحيها ويفهم بيئتها وحاجتها، وهذا ما وجدته المملكة في الإمام محمد بن سعود.

وقد بدأ في مشروع توحيد المملكة الذي ضم فيه أكثر من 95% من إجمالي مساحة المملكة، وارسي فيها العدل والسلام وبدأت المملكة تعرف طريقها مرة أخرى نحو البناء والتنمية بعد أن ضلت الطريق بسبب الحكام السابقين.
وعن العاصمة فكانت الدراعية، حيث أدار الامام كل أمور المملكة منها والى اليوم تشهد جدرانها على ذلك، فقد كان ومازال دستورها القرآن الكريم وسنة النبي واتباع الخلفاء في العدل والأمانة ومحاربة الفاسدين، وهذا ما اكد عليه الملك سلمان حفظه الله في مرسومه الملكي الذي أصدره في يوم 27 يناير بشأن هذه المناسبة الهامة في تاريخ المملكة.
وبعد أن وحد الامام المملكة زادت الرفاهية في المعيشة وكان للدراعية سوق يأتيه النجار من كل حدب وصوب ليبيعو فيه من كثرة الثراء والرخاء الذي عم البلاد، وعن إدارة الإمام محمد بن سعود البلاد المترامية الأطراف فكان من داخل الدراعية بمعاونة الشيوخ المساعدين والبعثات التي كانت تجوب البلاد وتعود بتقارير عن أحوال العباد.