الغدد الليمفاوية هي جزء لا غنى عنه من الجهاز اللمفاوي في الجسم، وتتخذ هذه الهياكل الصغيرة شكل حبات الفول وتعمل على تنقية المواد التي تنتقل عبر السائل اللمفاوي، كما تحتوي هذه الغدد على خلايا ليمفاوية، وهي نوع من الخلايا البيضاء في الدم، والتي تلعب دورًا بارزًا في مساعدة الجسم على محاربة العدوى والأمراض، حيث يتواجد مئات العقد الليمفاوية في جميع أنحاء جسمك، وهي متصلة ببعضها عن طريق الأوعية الليمفاوية، وتم العثور على تجمعات من هذه العقد الليمفاوية في مناطق مثل الرقبة والإبط والصدر والبطن والفخذ، وكمثال، يمكن العثور على حوالي 20-40 عقدة ليمفاوية في منطقة الإبط وتُعرف أيضًا باسم الغدد الليمفاوية، ومن خلال المقال التالي سوف ننشر أكثر بشأن هذا التخصص وأيضًا نجيب على هل كثرة لمس الغدد اللمفاوية أمر خطير على صحة الإنسان؟.
كثرة لمس الغدد اللمفاوية
هل كثر لمس الغدد اللمفاوية خطر على الإنسان؟، إن التلاعب المفرط بلمس الغدد اللمفاوية ليس السبب الرئيسي وراء تضخمها، ويعزى تضخم هذه الغدد في الأساس إلى الإصابة بالعدوى، ومع ذلك يجب أن نشير إلى أن لمسها بشكل مفرط أثناء فترة تضخمها قد يؤثر على القدرة الطبيعية للغدد على الانكماش والعودة إلى حجمها الطبيعي، ويمكن أن يستغرق تقلص الغدد اللمفاوية المتضخمة حتى شهرًا كاملاً لاستعادة حجمها العادي، وهذا يجب أخذه في الاعتبار.
والمصطلح الصحيح لتكبير الغدد الليمفاوية هو “اعتلال العقد اللمفية”، وهو أمر شائع وفي الواقع يعد أمرًا إيجابيًا، وإذ يمثل التورم في هذه الغدد الليمفاوية وصولها إلى حجم حبة البازلاء أو الفاصولياء رد فعلًا طبيعيًا من جسم الإنسان تجاه الأمراض أو العدوى، ويعبر تضخم الغدد الليمفاوية عن نشاط جهاز المناعة في الجسم لمكافحة العدوى أو محاربة الفيروسات والبكتيريا، وعلى الرغم من أن هذه الهياكل ليست غددًا بالمفهوم التقليدي، يشير الكثيرون إليها على أنها “غدد منتفخة”، في حين أنها في الحقيقة تمثل جزءًا من جهازك اللمفاوي، وهو جزء من جهازك الباطني الأقل شهرة، والذي يقوم بالمحافظة على توازن مستويات السوائل في جسمك.
الغدد المتورمة تعمل بشكل مشابه للمرشحات، حيث تساعد جسمك على التخلص من الجراثيم والخلايا والمواد الغريبة الأخرى التي تمر عبر السائل اللمفاوي، والسائل الليمفاوي هو سائل شفاف أو طفيف التصفية، يحتوي على خلايا الدم البيضاء وبروتينات ودهون، فمن المهم التنويه إلى أنه ليس فقط الغدد الليمفاوية في الرقبة التي قد تتضخم، بل يمكن أيضًا أن تتورم العقد الليمفاوية وتسبب ألمًا في منطقة الإبط، وتعرف العقد الليمفاوية المنتفخة في منطقة الإبط باسم اعتلال الغدد الإبطية أو تضخم العقد اللمفية الإبطية في المصطلحات الطبية، ويمكنك أن تشعر بإمكانية نقلها قليلاً باستخدام أصابعك، ويمكن أن يحدث انتفاخ للعقد الليمفاوية تحت الفك وفي منطقة الفخذ أيضًا.

ما هي أسباب تضخم الغدد الليمفاوية؟
تتجلى زيادة حجم الغدد الليمفاوية عادة عندما يواجه الجسم عدوى، وفي حالة الإصابة بالفيروس، يمكن أن تصبح العقد المصابة متوسطة الحجم وعرضها يتراوح عادة بين نصف بوصة إلى بوصة واحدة، و هذه الزيادة الطفيفة والانتفاخ الخفيف هما مؤشران على قوة استجابة الجسم ونجاحه في مواجهة العدوى، وعند الإصابة بالبكتيريا، يكون حجم العقد المصابة غالبًا أكبر من بوصة واحدة وتكون أكثر حساسية، وإذا بلغ حجمها ما يزيد عن بوصتين أو بدأت تتحول لونها إلى الوردي، يكون ذلك إشارة إلى عدم قدرة العقدة على مواجهة العدوى بفعالية، وقد تحتوي على صديد، ومن بين الأسباب الشائعة لتضخم الغدد الليمفاوية:
- الجروح والخدوش والشظايا والحروق ولدغات الحشرات والطفح الجلدي وحتى القوباء وأي كسر في الجلد يمكن أن يؤدي إلى تضخم الغدد الليمفاوية.
- إذا كانت العقد المتضخمة في منطقة الفخذ، يجب فحص الساقين ومنطقة البطن السفلية للبحث عن إصابات.
تشير تورم العقد الخلفية في الرقبة إلى وجود تهيج في فروة الرأس. - العقد الأمامية في الرقبة تعمل على تصريف منطقة الوجه السفلية والأنف والحنجرة، لذا قد يكون تورمها ناتجًا عن إصابات أو عدوى في هذه المناطق.
- غالبًا ما يرتبط تضخم العقد في الرقبة بنزلات البرد أو التهابات الحلق، وتستغرق هذه الحالات حوالي 10 إلى 14 يومًا للشفاء.
- تسوس الأسنان وتكون خراج الأسنان يمكن أن يكونا سببًا لتورم العقدة الرقيقة تحت عظم الفك السفلي.
- أمراض مثل جدري الماء يمكن أن تتسبب في تضخم جميع العقد.
تمتد الغدد اللمفاوية في الرقبة على طول جوانب العنق والمؤخرة، وعلى الرغم من أنها عادة ما تكون صغيرة وتقع في أعماق الجلد والعضلات ولا تلاحَظ بسهولة، إلا أنه في بعض الأحيان قد يظهر تضخمها، ويمكن أن تؤدي العدوى إلى تكوين تورم تحت الجلد في موقع الغدد اللمفاوية في الرقبة، وذلك قد يترافق مع ظهور أعراض مثل الحمى والألم، وأحيانًا قد يكون التضخم بلا ألم، وغالبًا ما يمكن أن يُشعر بالغدد المُتَضَخَّمَة عند لمس الرقبة بلطف، والتضخم قد يكون طفيفًا أو يمكن أن يكون واضحًا وكبيرًا، كما يتم عادة حل التورم بمجرد معالجة الحالة الأساسية التي تسببت في التضخم.
علاج تضخم الغدد الليمفاوية
لا يكون هناك علاج ضروري للعقد المتورمة المرتبطة بالعدوى الفيروسية، مثل نزلات البرد،و أما في حالات العدوى البكتيرية، يتعين علاج الحالة المسببة للتورم، مثلاً يجب إزالة الشظية إذا كانت السبب، أو علاج التهاب الحلق البكتيري، أو معالجة الظفر المغرز، وفي حال وجود خراج في الأسنان، يجب استشارة طبيب الأسنان لعلاجه، وقد يحتاج المرضى الذين يعانون من تورم الغدد الليمفاوية بسبب التهاب الجلد إلى استخدام مضاد حيوي عن طريق الفم أيضاً، وللتخفيف من الألم أو الحمى إذا كانت تتجاوز 102 درجة فهرنهايت، ويمكن تناول جرعة مناسبة من الأسيتامينوفين (تايلينول) أو الإيبوبروفين (أدفيل)، ومن المهم تجنب الضغط على الغدة المتورمة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعثر عملية عودتها إلى الحجم الطبيعي، ولا يلزم التحقق من حالتها بشكل متكرر، فمن الممكن أن تحتاج إلى شهر كامل لتستعيد حجمها الطبيعي.
يتباين نهج العلاج وفقًا للسبب الأساسي لتضخم الغدد اللمفاوية، وعلى سبيل المثال، حالات تضخم الغدد اللمفاوية الناجمة عن الإصابة بالعدوى قد تتطلب تناول مجموعة من الأدوية المضادة للميكروبات، وأما عندما يكون التضخم نتيجة لأمراض المناعة الذاتية، قد يكون العلاج يتضمن أدوية مضادة للالتهابات، وفي الحالات التي يكون التضخم ناجمًا عن تواجد السرطان، ويمكن أن تستخدم تقنيات العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي أو حتى إجراءات الإزالة الجراحية لمعالجة الغدد اللمفاوية الرقبية المتضخمة.
تشخيص تضخم الغدد اللمفاوية الرقبية
يمكن بسهولة التعرف على تضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة من خلال الفحص البدني لمنطقة الرقبة، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن تأكيد تضخم الغدد اللمفاوية الرقبية من خلال تقنيات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وفي حالة ظهور أعراض مثل فقدان الوزن غير المبرر، أو الحمى، أو الإرهاق المستمر، أو التعرق الليلي، يمكن أن يكون ذلك مؤشرًا على وجود حالة أكثر خطورة، وفي هذه الحالات، قد يتطلب التشخيص إجراء اختبارات إضافية، بما في ذلك اختبارات مخبرية وتقنيات التصوير، بهدف التوصل إلى تشخيص نهائي، وفي بعض الحالات، قد تكون هناك ضرورة لأخذ عينة من العقدة المتورمة لتحليلها في المختبر، ويتم اللجوء إلى هذه الإجراءات في حالة وجود شكوك بشأن احتمالية وجود سرطان كسبب لتضخم الغدد اللمفاوية في منطقة الرقبة.
هل تعتبر تضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة خطيرًا؟
تضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة لا يعد حالة خطيرة بحد ذاته، وغالبًا ما يكون علامة على وجود حالة أساسية أكثر خطورة، وفي كثير من الحالات، يكون تورم الغدد اللمفاوية ناتجًا عن حالة مرضية بسيطة، ومع ذلك، يمكن أن يكون أيضًا دليلاً على وجود حالات مزمنة أكثر خطورة، مثل السرطان أو أمراض المناعة الذاتية، لذا يجب تقييم التضخم بدقة لإجراء تشخيص دقيق واتخاذ الإجراءات المناسبة.
ما أهمية وجود الغدد اللمفاوية في الرقبة؟
تمتلك الغدد اللمفاوية في منطقة الرقبة أهمية بالغة لجسم الإنسان، وفي الحالة التي يحدث فيها تضخم لهذه الغدد، يمكن أن يكون له تأثير سلبي بالتأكيد على الصحة العامة، ويكون السبب وراء هذا التضخم في كثير من الأحيان ناجمًا عن العدوى، وفي بعض الحالات الأخرى، يمكن أن يكون مؤشرًا على وجود حالة خطيرة. لذلك، ينبغي أن يتم البحث عن الرعاية الطبية فورًا عند حدوث هذا، وقد تكون المراجعة الشاملة والفورية للتاريخ الطبي والفحص البدني ذات أهمية كبيرة، إلى جانب إجراء الاختبارات والفحوصات اللازمة، ويساعد هذا النهج في تحديد سبب التضخم الذي يحدث في الغدد اللمفاوية بمنطقة الرقبة ومن ثم تحديد العلاج الملائم بناءً على التشخيص النهائي، والغدد اللمفاوية في منطقة الرقبة تشكل جزءًا من الجهاز اللمفاوي، وتؤدي وظائف متعددة منها:
- “الدفاع عن الجسم من العوامل الضارة”: تعمل هذه الغدد على حماية الجسم من هجمات الميكروبات والمواد الضارة، حيث يتم تنشيط الخلايا الليمفاوية فيها لمحاربة هذه العوامل والمساهمة في تعزيز جهاز المناعة.
- “توازن السوائل ف”ي الجسم”: تسهم الغدد اللمفاوية في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم، حيث تقوم بتصفية السوائل وإزالة الزائد والفضلات منها، مما يساهم في الحفاظ على مستويات مناسبة من السوائل في الجسم.
- “تحسين امتصاص العناصر الغذائية”: تساهم هذه الغدد في عملية امتصاص العناصر الغذائية من الجهاز الهضمي، حيث يتم استخدامها لتحسين امتصاص هذه العناصر وتوجيهها إلى أجزاء مختلفة من الجسم للاستفادة الأمثل.
- “إزالة الفضلات والسموم”: تقوم الغدد اللمفاوية في منطقة الرقبة بدور هام في إزالة الفضلات والسموم من الجسم، مساهمة في الحفاظ على صحة وسلامة الأنسجة والأعضاء.
علمًا بأنه عندما تتجمع الخلايا الليمفاوية في هذه الغدد بكميات زائدة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة حجمها وانتفاخها، مما يشير إلى نشاط جهاز المناعة في محاربة العوامل الضارة.
تكوين الغدد الليمفاوية
تشكل العقد اللمفاوية تجمعات صغيرة الحجم تشبه حجم حبة الفول، وهي متوزعة على طول الجهاز اللمفاوي، ويمثل العقد اللمفاوي نظامًا من الأوعية المشابهة للشرايين والأوردة، وهي تمر من خلالها السائل اللمفاوي، وتنقسم العقد اللمفاوية إلى أقسام فرعية صغيرة، وتتألف كل قسم من قشرة خارجية تليها قشرة دماغية، ويحتوي الداخل على مادة تدعى اللب، وتختلف أحجام هذه الغدد، فبعضها قد يكون حجمها بضعة ملليمترات بينما يمكن للبعض الآخر أن يصل حجمها إلى حوالي 2 سم، كما تتواجد العقد اللمفاوية في مختلف مناطق الجسم، ويمكن العثور عليها تحت الجلد في مناطق متعددة، مثل:
- تحت الإبط.
- تحت الفك.
- على جانبي العنق.
- على جانبي الفخذ.
- فوق منطقة الترقوة.
هذه العقد اللمفاوية تؤدي دورًا مهمًا في دعم وظيفة الجهاز اللمفاوي، الذي يسهم في الحفاظ على توازن السوائل والمشاركة في نظام الدفاع المناعي للجسم.
أسباب التهاب الغدد اللمفاوية
تحتفظ العقد اللمفاوية بكميات كبيرة من الخلايا البيضاء، والتي تعد الدفاع الأولي لجسمنا ضد العدوى، وبالتالي يتعرض العقد اللمفاوية للتضخم كثيرًا في حالات الالتهابات، وهذا التضخم يمكن أن يكون إيجابيًا أو سلبيًا، حسب السياق، ويعني هذا أن تكبير الغدد اللمفاوية قد يكون نتيجة للجسم يقوم بوظيفته الطبيعية لمواجهة العدوى، وقد يحدث التهاب في العقد اللمفاوية نتيجة لاختراقها من قبل الفيروسات والبكتيريا، التي تتمسك بها وتنتقل عبر القنوات اللمفاوية بسرعة، ويترافق التهاب العقد اللمفاوية بعلامات مثل الحمى والقشعريرة الشديدة، مما يشير إلى استجابة الجسم للعدوى.
والعدوى في الأذن قد تؤدي إلى تضخم العقد اللمفاوية في الرقبة نتيجة لاستجابة جهاز المناعة للعدوى، والإصابة بالبرد أو الإنفلونزا يمكن أن تسبب تضخم العقد اللمفاوية في منطقة الرأس والرقبة، والتهابات الجيوب الأنفية قد تؤدي إلى تورم العقد اللمفاوية في الرأس والرقبة نتيجةً للالتهابات المحيطة، وفي حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، قد يحدث تضخم للعقد اللمفاوية نتيجة لاستجابة المناعة للفيروس، وأيضًا العدوى أو التهاب الأسنان قد يسبب تورمًا في العقد اللمفاوية في الرأس والرقبة، وارتفاع مستويات الكريات البيضاء في الدم قد يؤدي إلى تضخم العقد اللمفاوية، وبعض حالات التهابات الجلدية يمكن أن تؤدي إلى تورم العقد اللمفاوية المجاورة.
وأخيرًا التهاب الحلق واللوزتين قد يتسبب في تضخم العقد اللمفاوية في منطقة الرقبة.

مضاعفات تضخم والتهاب الغدد اللمفاوية
يتطلب تضخم العقد اللمفاوية الناجم عن العدوى تدخلاً طبياً فورياً لتجنب أية مضاعفات جانبية، ويمكن أن يؤدي تجاهل علاج تضخم العقد اللمفاوية إلى تكوين خراجات، وهي تجمعات محددة من القيح ناتجة عن العدوى، وتحتوي الخراجات على مزيج من السوائل والبكتيريا والأنسجة المتعفنة والفيروسات، بالإضافة إلى خلايا الدم البيضاء، وقد يتطلب علاج الخراجات وصفة طبية أو حتى إجراءً جراحيًا للتخلص منها، ولهذا السبب من الضروري مراجعة طبيب مختص في حالة تضخم الغدد اللمفاوية لتقديم العلاج اللازم وتفادي أي تداعيات محتملة.