يعتبر الطواف حول الكعبة من أهم الشعائر الدينية في الإسلام، وتعتبر الحجة والعمرة من أبرز الأحداث التي يتم فيها الطواف حول الكعبة. وقد ارتبطت الكعبة بالمسلمين منذ القدم، حيث أنها المكان الذي يتجه إليه المسلمون في صلاتهم الخمس والذي يحيطون به أثناء الطواف، لذلك سنتعرف في هذا المقال على أول من طاف حول الكعبة.
أول من طاف حول الكعبة
ذكرت المراجع التاريخية روايتين عن أول من طاف بالبيت العتيق، وهما: الرواية الأولى: ذكر الأزرقي رواية عن محمد بن علي بن الحسين أن الملائكة كانت أول من طاف بالبيت العتيق؛ حيث أمرها الله -تعالى- بالنزول إلى الأرض؛ لبنائه، ومن ثمّ الطواف به؛ ليطوف به أهل الأرض بعد ذلك كما تطوف الملائكة بالبيت المعمور في السماء، وبناءً على تلك الرواية، فإنّ أول من طاف بالبيت هم الملائكة. الرواية الثانية: ورد في رواية أخرى عن ابن عباس أن آدم -عليه السلام- اشتكى إلى الله من عدم سماعه صوت الملائكة حينما أنزله الله إلى الأرض، فأمره الله أن يأتي موضع البيت العتيق؛ لبنائه، والطواف به، ثم جاء جبريل -عليه السلام- فعاونه في بنائه؛ حيث ضرب الأرض بجناحه فظهرت أساساته، ثم أنزلت الملائكة الحجارة، فبناه آدم -عليه السلام-، ثم طاف به، وقد ورد أن الله أرسل جبريل إلى آدم؛ ليأمره ببناء الكعبة، فبناها ثمّ أمره بالطواف بها، فكانت أول بيت وُضع للناس، إلّا أن الحديث الوارد في هذه المسألة لا يصح.
الكعبة وبناؤها
يعود بناء الكعبة للرسول إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، حيث أمر الله النبي إبراهيم عليه السلام ببناء الكعبة كما ورد في القرآن الكريم،يدعوان الله قائلَين:
(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ*رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ*رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .
وذلك بعدما توجه بإرادة الله إلى مكة المكرمة ووجد موقع الكعبة.تم بناء الكعبة عدة مرات على مر العصور، حيث قاما إبراهيم وإسماعيل ببنائها لأول مرة، ومن ثم تم إعادة بنائها بعد الفيضان، وبعدها قام قوم قريش بتوسيعها وترميمها وبنائها في الشكل الذي نراه اليوم، وذلك قبل الإسلام بعدة قرون.